top of page
  • behance-icon-614x460_edited_edited
  • Instagram
  • Twitter
Yazed Aljohany

ظاهرة الهويات الكسولة

Updated: Jan 31, 2022


بعد اختفاء شهرين ونصف الشهر، ها أنذا عائدٌ لمدونتي الجدالية ومقدمٌ لكم ظاهرةً أرقتني كثيرًا ولطالما خانتني الكلمات في وصفها. نعم حان الوقت لأسميها "ظاهرة الهويات الكسولة" وسأتطرق لتفصيلاتها في هذه المقالة.


A colorful photo with the title "Lazy Identities" at the center

بما أن المقالة عامة فليست مخصصة لمن يمتهن التصميم الجرافيكي سأحاول قدر المستطاع توضيح جميع المصطلحات.


بسم الله الرحمن الرحيم ، فلنبدأ ..


- ماهي الهوية البصرية ؟ - ? What is the Visual Identity


سؤال "ماهي الهوية البصرية؟" هو أحد أكثر الاسئلة شيوعا وصعوبة في أوساط المصممين، لأن جوابه لا يكتفي بإيصال معنى الهوية البصرية فقط ولكن يجب علينا التطرق أيضا لـ البراند والهوية حتى تتضح الصورة كاملة.


- الهوية vs البراند


البراند كما يصفه الكاتب مارتي نيوماير هو "إحساس الإنسان الداخلي تجاه منتج، خدمة أو شركة ما". فالبراند ليس شعارًا كما يتوقعه الكثير ولا مجموعة ألوان. البراند هو شيء لا تتعامل معه حواسك الخمسة، لكنه فكرة سبق وأن تم إدخالها في عقلك اللاواعي فتتصرف تباعا لها. فكما تحس بإحساس الفخامة عند ارتداء ساعة من Rolex، هناك من يحس بالسرعة عند اقتناء حذاء Nike.


أما الهوية في الجانب الآخر فهي المرآة العاكسة لكل ما يبني عليه البراند من أفكار ومعتقدات، وتنقسم الهوية لعدة هويّات منها الهوية البصرية والسمعية والذوقية لتضم جميع الحواس الخمسة مما يخلق نظامًا متكاملًا يخدم البراند بالشكل المطلوب.


ننتهي عند الهوية البصرية فهي كل ما تقع عليه عيناك باختصار، وهذا يتضمن الشعار والألوان والخطوط والتصميم الداخلي وتصميم المنتجات والمطبوعات وغيرها..


إن خلق براند حقيقي وعميق هو أحد أهم العوامل لنجاح البراند، وبالتالي فإن تصميم الهوية والتجربة الكاملة لإيصال هذا العمق هو بقدر الأهمية. وهذا هو دورنا كمصممين ، فإن تصميم هوية عميقة متفاعلة يجب أن يكون معه تصميم لطريقة التفكير الخاصة بالهوية.


ولنختم هذه المقدمة بمثال يعمق الفكرة ، تخيل الشركة كإنسان، فوجهه هو الشعار، واسمه هو اسم الشركة، وكل ما يرتدي من ملابس هو هويتها البصرية، وأفكار الناس عنه هو البراند، فكما بإمكان الإنسان تغيير أفكار الناس عنه، فإن بإمكان الشركة فعل ذلك.


- ماهي الهويات الكسولة ؟ - ? What are Lazy Identities


كما ذكرت في بداية المقال، لطالما أرقتني هذه الظاهرة ولطالما خانتني الكلمات في وصفها ولا أعلم إن تطرق لها أحد من قبل لذا أحببت أن أسميها هنا "ظاهرة الهويات الكسولة".


الهويات الكسولة هي الهويات التي لا تعكس عمق البراند وفي كثير من الأحيان تكون كـ "أصفاد" تحد المصممين الذين يعملون على تطبيقاتها المستقبلية.


حينما أتحدث عن تصميم الهويات البصرية مع أي مصمم سيقول لي بأنه سيصمم الشعار، سيختار الألوان ونِسَبها في الهوية، سيختار الخطوط ويحدد مواطن استخدامها، سيصمم باترن يميز البراند، وأخيرا سيصمم كل المطبوعات والتصاميم الرقمية. وهنا على الورق سينتهي عمله ويمضي الكلاينت ليكمل الطريق ويبني هذه الهوية.


هنا تبدأ ظاهرة الهويات الكسولة بشكل عام، فالكلاينت بطبيعة الأمر سيستخدم العدة التي جهزها له "مصمم الهوية" وسيعيد تطبيق التصاميم المصممة مسبقا في أي تصميم مستقبلي. وبهذا التكرار ستفقد الهوية معناها ويصل الكلاينت مع الوقت لنقطة الإنفجار ويطلب "إعادة تصميم هوية بصرية" من مصمم آخر أو "إعادة هيكلة للبراند من الصفر"، وفي ذلك ضياع لفكرة مصمم الهوية في جانب وضياع لإستثمار الكلاينت في الجانب الآخر.


لنقرب الظاهرة بمثال ونضع خط زمني لظهور الهوية الكسولة ..


- من نلوم على تشكّل هويتنا الكسولة ؟ - Who to blame for our lazy identity


أرى أن الهوية الكسولة هي نتيجة تكاتف جميع الأفراد الذين يلمسونها ابتداءً من مصمم الهوية الأول الى آخر مصمم يعمل على آخر بوست انستاجرام. أيضًا هناك جزء من المسؤولية تقع على الكلاينت الذي يضع أحد أهم أسباب نجاح البراند الخاص به عند بعض المدعين بالعلم بالتصميم الجرافيكي.


- ما هي أسباب تشكل الهويات الكسولة ؟

- What are the causes of the formation of lazy identities ?


الجواب سيكون للطرفين ، للمصمم والكلاينت على حد سواء..


1- ضحالة البراند - للكلاينت


أحد أهم أسباب توصّلنا لهوية كسولة في المثال السابق هو ضحالة براند مطعم "القطة الذهبية" فلم يعرف صوته وتوجهه فتخبط حتى وصل للإستنجاد باهتمام طلاب المدارس بشكل مثير للشفقة. إن البراند المميز هو البراند الذي يفكر بعمق الانسان الطبيعي. له تفضيلات ويمتلك معتقدات، محددٌ لوجهته وأهدافه، باختصار يمتلك كاريزما خاصة به.


وهذه النصيحة توجه للكلاينت بشكل خاص ليخلق براندًا "مؤنسنًا" قبل أن يشرع في تصميم هويته البصرية.


لا تقلق عزيزي الكلاينت إن صَعُبَ عليك الأمر! هناك الكثير من يريد أن يساعدك في خلق براند "مؤنسن" - منهم Wetheloft. وأنا بنفسي أحد أكبر المعجبين بطريقة عملهم الرائعة!


أو إن أردت يمكنك التواصل معي وسنعقد اجتماعًا لنتناقش بالتفاصيل <😊>


2- تصميم الهوية البصرية نفسه - للمصمم


حين يُسأل المصمم عن الهوية البصرية فإنه يبدأ بذكر مجموعة من العناصر كالشعار والألوان والخطوط وغيرها، وأن واجبه تجاه الكلاينت هو تسليمه هذه العناصر في نهاية العمل. بالفعل الهوية البصرية تضم كل هذه الأشياء لكن كثيرا من المصممين يغفل عن روح الهوية البصرية وهو "التفكير التصميمي".


تصميم الهوية البصرية هو تصميم "التفكير التصميمي" الخاص ببراند ما


وأقصد بالتفكير التصميمي هنا، القدرة على خلق حلول تصميمية جديدة ومبتكرة تتبع البراند والهوية الخاصة بها وليست مجرد إضافة للشعار بشكل كبير أو الباترن بشكل متكرر.


تصميم الهوية البصرية يجب أن يكون معه "معرفة للمساحة الإبداعية" التي تمتلكها الهوية


مما يسمح للمصممين المستقبليين للإبحار والتفكير بحلول ابتكارية تناسب البراند، وبذلك تتطور الهوية وتتوسع بطريقة إيجابية نحو مستقبل باهر.


أخيرًا عزيزي المصمم/عزيزتي المصممة في المرة القادمة التي تصممون فيها هوية بصرية ليس من المهم ان تصمموا باترن موحد أو تحددوا أسلوبا ثابتًا للتصاميم ولكن ضعوا النقاط على الحروف فيما يتعلق بالتفكير التصميمي للهوية. ثقوا بي!


دائمًا حينما آتي بذكر الهويات الضحلة التي تحاول إظهار البراند العميق يأتي في مخيلتي هذا الشكل :



كيف أعلم أنه لدي هوية كسولة ؟ - ? How can I know if I had a lazy identity


الهوية الكسولة هي هوية -على الورق- تعتبر هوية كاملة ومن الممكن أنها تمتلك شعارًا خارقًا وألونًا مميزة ، لكنها على كل حال تفتقد للروح، تفتقد للمحرك الرئيسي لها وهو التفكير التصميمي.


الاختبار بسيط جدا ..


1- إذا وجدت أنك في كل مرة تقع في مشكلة تصميمية تجد أمامك عدد لانهائي من الحلول القابلة للتطبيق ولا تمتلك أي وسيلة لتنقيح هذه الحلول، إذن أنت أمام هوية كسولة.


2- إذا رأيت أنك تعتمد دائمًا على "الباترن" لإيضاح هويتك البصرية، إذن أنت أمام هوية كسولة.


3- إن تملكك شعورٌ بإضافة شيء جديد وخارج عن المألوف في كل فترة من الزمن، إذن أنت أمام هوية كسولة.


ختامًا،

كل ما ذكر في هذه المقالة هو نتيجة تفكير عميق وتحليل للمشهد التصميمي السعودي، وأرى -رغم نظرتي القاصرة- أن نفس الرؤية من الممكن أن تطبق على مشاهد أخرى في مناطق أخرى.


تمت المقالة بفضل الله ومنّته،

فلله الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.



댓글


bottom of page